الأقدام، ولهذا ما ارتبتُ في أمره، والله تعالى أعلمُ بسره، انتهى. وسمع الحديث أيضًا من عبد الحق الإشبيلي، وقال: حدثني بجميع مصنفاته في الحديث، وحدثني بكتب الإمام علي بن أحمد بن حزم. وسمع "صحيح مسلم" من أبي نصر، وكان يروي عن السِّلَفي بالاجازة العامة، وبرع في علم التصوف.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي: إن له توسعًا في الكلام، وذكاءً وقوةَ خاطرٍ حافظةً، وتدقيقًا في التصوف، وتآليف جمة في العرفان معتبرة، ولولا شطحة في الكلام، لم يكن به بأس، ولعل ذلك وقع منه حالَ سُكْرِه وغيبته، فيرجى له الخير، انتهى. ولما صنف "الفتوحات"، كان يكتب كل يوم ثلاث كراريس، توفي سنة 638.
ومن تصانيفه: "الفتوحات" المذكورة، "وفُصوص الحِكَم"، وعليه شرحٌ لابن سويدكين سماه: "نقش الفصوص".
قال: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فقلت: يا رسول الله! أيُّما أفضلُ المَلَكُ أو النبيُّ؟ قال: الملكُ، قلت: أريد على هذا برهان دليل، إذا ذكرتُه عنك، أصدقُ فيه، فقال: أما جاء عن الله تعالى: أنه قال: "من ذكرَني في ملأ، ذكرتُه في ملأ خير منه؟ ". انتهى. وفيه نظر واضح.
قال الصلاح الكتبي: وعلى الجملة، فكان رجلاً صالحًا عظيمًا، والذي نفهمه من كلامه حسنٌ، والمشكلُ علينا نَكِلُ أمرَه إلى الله تعالى، وما كلفنا اتباعه، ولا العمل بما قاله، وقد عظمه ابن الزملكاني، فقال: قال الشيخ محيي الدين بن عربي البحرُ الزاخر في المعارف الإلهية. وذكر من كلامه جملة، وذكر له في "الفوات" شعرًا رائقًا كثيرًا، واختصر كتابه "الفتوحات" الشيخُ عبدُ الوهاب بنُ أحمدَ الشعراني، المتوفَّى سنة 973، وسمى ذلك المختصر: "لواقح الأنوار القدسية المنتقاة من الفتوحات المكية"، ثم اختصر هذا المختصر، وسماه: "الكبريت الأحمر من علوم الشيخ الأكبر"، ومن تصانيفه: "كتاب الأحاديث القدسية" يشتمل على واحد ومئة من أحاديث إلهية، وأجازه جماعة، منهم: ابن عساكر، وابن الجوزي، ودخل مصر، وأقام بالحجاز مدة، ودخل