ومن نظمه:

ورُبَّ قاضٍ لنا مَليح ... يُعْرِبُ عن منطقٍ لذيذِ

إذا رَمانا بسهمِ لَحْظ ... قلنا لهُ دائم النفوذِ

وله، رح:

علقتُ صوفيًا كبدرِ الدُّجى ... لكنَّه في وَصْلِيَ الزاهدُ

يشهدُ وجدي بغرامي له ... فَدَيْتُ صوفيًا له شاهِدُ

وله:

سائَلْتَني عن لفظةٍ لُغويةٍ ... فأجبتُ مبتدئًا بغير تفكُّرِ

خاطبتنَي متبسِّمًا فرأيتُها ... من نظمِ ثغرِكَ في "صِحاحِ الجوهري"

إلى غير ذلك مما لا يحصى.

165 - محمد بنُ عبد الله بن مالك، جمالُ الدين، الطائيُّ، الجيانيُّ، الشافعيُّ، النحويُّ.

نزيل دمشق، الإمامُ العلامةُ الأوحدُ، ولد سنة 600.

سمع بدمشق، وصرف همته إلى اتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغايةَ، وأَربى على المتقدمين، وكان إليه المنتهى في اللغة، يشيعه ابن خلكان إلى بيته تعظيمًا له.

وكان في الصرف والنحو بحرًا لا يُشق لُججه، وأما اطلاعه على أشعار العرب التي يَستشهد بها على النحو، فكان أمرًا عجيبًا، وكان الأئمة الأعلام يتحيرون في أمره، وأما الاطلاع على الحديث، فكان فيه غاية، وكان أكثرَ ما يستشهد بالقرآن، فإن كان ما فيه شاهد، عدلَ إلى الحديث، فإن لم يكن فيه شيء، عدل إلى أشعار العرب، هذا مع ما هو عليه من الدين والعبادة، وكثرة النوافل، وحسن السمت، وكمال العقل.

وكان نظمُ الشعر عليه سهلاً، وله "إعراب مشكل البخاري"، توفي سنة 672.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015