وله حظ من النظم والنثر، أخذ في التدريس والفتوى والتصنيف، وعقد مجالس التذكير ورواية الحديث إلى أن توفي سنة 467، وكان مولده في سنة 374، ومن شعره:
كانَ اجتماعُ الناس فيما مضى ... يُؤرثُ البهجةَ والسَّلْوَهْ
فانقلبَ الأمرُ إلى ضِدِّهِ ... فصارتِ السلوةُ في الخلوهْ
وله أيضًا:
كان في الاجتماع من قبلُ نورٌ ... فمضى النورُ وادْلَهَمَّ الظلامُ
فَسَدَ الناسُ والزَمانُ جميعًا ... فعلى الناسِ والزمانِ السلامُ
سمع من جماعة، وسافر إلى خراسان في طلب الحديث، وسمع بنيسابور، والري، وطبرستان، وأصبهان، وقرأ بنفسه، وكان سريع القراءة والكتابة، قال: كتبت بخطي ألف مجلد، وله معرفة بالأدب، ومن شعره:
الدهرُ كالميزانِ يرفعُ ناقصًا ... أبدًا، ويخفضُ زائدَ المقدارِ
وإذا انتحى الإنصافَ عادل عدله ... في الوزنِ بينَ حديدةٍ ونُضار
أنفقتُ شرخَ شبابي في ديارِكُمُ ... فما حَظيتُ ولا أنفدتُ إنفاقي
وخيرُ عمري الذي وَلَّى وقد ولعت ... به الهمومُ، فكيف الظنُّ بالباقي
سمع من جده، ومن ابن الزبيدي، وابن غسان، وأجاز له أبو روح الهروي، وطائفة، وحدث بالحرمين بأشياء، وكان جيد المشاركة في العلوم. وكان شيخَ الحجاز في وقته، وله تآليف في الحديث.
وله سنة 614، وتوفي سنة 687.