الذهبي: واشتهر أنه قال لقد تحجر ابن آمنة واسعًا بقوله: "لا نبيَّ بعدي"، قال: إن كان ابن سبعين قال هذا، فقد خرج من الإسلام، مع أن هذا الكلام هو أخفُّ وأهون من قوله في رب العالمين: إنه حقيقة الموجودات - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا -، ثم إنه فصد يديه، وترك الدم يخرج حتى مات بمكة في سنة 668، وله عدة رسائل، وكتاب "الإحاطة"، ويقال: إنه كان يعرف السيمياء والكيمياء، ويحكون عنه أشياء من الرياضة، وكلام فحل محشو بكلام.
روى عن: شريح بن محمد، وأبي الحكم بن برجان، وغيرهم، أجاز له: ابنُ عساكر، وولى الخطبة والصلاة بالأندلس، وكان حافظًا عالمًا بالحديث وعلله ورجاله، موصوفًا بالخير والصلاح والزهد والتقلل من الدنيا، مشاركًا في الأدب وقول الشعر.
صنف في الأحكام نسختين؛ كبرى، وصغرى، وجمع بين الصحيحين، وبوبه، وجميع الكتب الستة، وله كتاب في المعتل من الحديث، وله كتاب "الزهد"، وكتاب "العاقبة في ذكر الموت"، وكتاب "الرقائق"، ومن شعره:
إنَّ في الموت والمعاد لَشُغْلًا ... وادِّكارًا لذي النُّهى وبَلاغا
فاغتنمْ خصلتين قبل المنايا ... صحةَ الجسمِ يا أخي والفراغا
وله في اللغة كتاب حافل ضاهى به كتاب الهروي.
وكانت وفاته في سنة 581، ذكر له سليم الخوري في "الآثار" ترجمة حسنة.
العلامة الإمام، فقيه الشام، ولد سنة 624، وتوفي سنة 690.
سمع من ابن النجار، وابن الصلاح، والسخاوي، وسع منه ابن تيمية، والمزي، وابن الزملكاني، وغيرهم، درَّس وناظرَ وصَنَّف. وكان ممن بلغ رتبة الاجتهاد، ومحاسنُه كثيرة، وكان يلثَغُ بالراء غينًا.