رحمه الله تعالى - بأسفرايين بعد ما رجع من مصر، وأخذ العلم عن أبي إبراهيم المزني، رح.
وكان جدي إذا وصل إلى مشهد الأستاذ، لا يدخله احترامًا، بل كان يقبل عتبة المشهد، وهي مرتفعة بدرجات، ويقف ساعة على هيئة التعظيم والتوقير، ثم يعبر عنه كالمودع لعظيم الهيبة، وإذا وصل إلى مشهد أبي عوانة، كان أشد تعظيمًا له وإجلالا وتوقيرًا، ويقف أكثر من ذلك، رح. وعوانة: - بفتح العين المهملة وبعد الألف نون -.
سمع الحديث على أبي الفضل، عبدِ الله بن أحمد الخطيب الطوسي بالموصل، وعلى أبي محمد عبد الله بن عمرو بن سويد التكريتي، وبحلب من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وبدمشق على تاج الكندي، وغيرهم، وحدث بحلب، وكان فاضلًا ماهرًا في النحو والتصريف. ولد سنة 556 بحلب، وتوفي بها سنة 643 - رحمه الله تعالى -.
كان قد سمى نفسه محمدًا، ذكره الخطيب في "تاريخه الكبير" في المحمَّدين، ثم ذكره في حرف الياء، وقال: هو شيخ كبير، قدم بغداد، وحدث بها عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، ونصر بن علي الجَهْضَمي، وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي، ومحمد بن يحيى الأزدي، وغيرهم.
وروى عنه: أبو بكر الخرائطي، وأبو ميمون بن راشد، وأبو الفضل العباس بن محمد الرقي، وأبو بكر بن مجاهد المقرىء، وأبو بكر بن الأنباري، وغيرهم.
وكان أديبًا أخباريًا، وله ملح ونوادر، وكان لا يعود مريضًا خوفًا من أن يتطير باسمه. وكان يقول: بليت بالاسم الذي سماني به أبي، فإني إذا عدت مريضًا،