رحمه الله -، وإنما ذكرته لشهرته وتفرده في آخر عصره.
ولد سنة 524 ظنًا، وتوفي سنة سبع عشرة وست مئة بنيسابور - رحمه الله تعالى -.
هو من كبار التابعين، سمع مولاه، وأبا سعيد الخدري، وروى عنه: الزهري، وأيوب السختياني، ومالك بن أنس، وهو من المشهورين بالحديث، ومن الثقات الذين يؤخذ عنهم، ويُجمع حديثهم، ويعمل به، ومعظمُ حديث ابنِ عمر عليه دار.
وقال مالك: كنت إذا سمعت حديث نافع، عن ابن عمر، لا أبالي ألا أسمعه من أحد غيره. وأهل الحديث يقولون: رواية الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر: سلسلة الذهب؛ لجلالة كل واحد من هؤلاء الرواة.
توفي سنة سبع عشرة، وقيل: سنة عشرين ومئة - رضي الله عنه -.
كان عالمًا بفنون العلم، صدوقًا، ثقة. صاحب غريب، وفقه وشعر، ومعرفة بأيام العرب، ورواية الحديث؛ وهو من أصحاب الخليل بن أحمد.
ذكره أبو عبيدة في كتاب "مثالب أهل البصرة"، فقال: ضاقت المعيشة على النضر بن شميل البصري بالبصرة، فخرج يريد خراسان، فشيعه من أهل البصرة نحو من ثلاثة آلاف رجل، ما فيهم إلا محدِّث أو نحوي أو لغوي أو عروضي أو إخباري، فلما صار بالمربد، جلس؛ وقال: يا أهل البصرة! يعز عليّ فراقُكم، ووالله! لو وجدتُ كلَّ يوم كَيْلَجة باقلى ما فارقتكم، فلم يكن أحد فيهم يتكلف له ذلك، فسار حتى وصل خراسان، فأفاد بها مالًا عظيمًا، توفي سنة 204 - رحمه الله تعالى -.