وبعد فهل قتل ذواب الأسدي عتيبة بن الحارث بن شهاب إلا في وسط الليل الأعظم، حين تبعوهم فلحقوهم.
وكانوا إذا أجمعوا للحرب دخّنوا بالنهار، وأوقدوا بالليل. قال عمرو بن كلثوم وذكر وقعة لهم:
ونحن غداة أوقد في خزاز ... رفدنا فوق رفد الرافدينا
وقال خمخام السدوسي:
وأنا بالصّليب ببطن فج ... جميعا واضعين به لظانا
ندخّن بالنهار ليبصرونا ... ولا نخفي على أحد أتانا
وأما قولهم: «ولا يعرفون الكمين» فقد قال أبو قيس بن الأسلت:
وأحرزنا المغانم واستبحنا ... حمى الأعداء والله المعين
بغير خلابة مكر ... مجاهرة ولم يخبأ كمين
وأما ذكرهم للركب «1» ، فقد أجمعوا على أن الرّكب كانت قديمة، إلا أن ركب الحديد لم تكن في العرب إلا في أيام الأزارقة. وكانت العرب لا تعود نفسها إذا أرادت الركوب أن تضع أرجلها في الركب. وإنما كانت تنزو نزوا.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تخور قوة ما كان صاحبها ينزو وينزع» ، يقول: لا تنتكث قوته ما دام ينزع في القوس، وينزو في السرج من غير أن يستعين بركاب.
قال عمر: «الراحة عقلة، وإياكم والسمنة فإنها عقلة «2» » .