ج - مضت حكومة الثورة قدماً في تصنيع البلاد، وفتح أبواب الصحراء، ونشر الوعي القومي في جميع الأنحاء، وبهذا كله عالجت الثورة مشكلة الصحراء التي خلفها النفوذ الأجنبي في العهود السابقة. ومن المفيد أن ننقل فيما يلي طرفاً من حديث للسيد مدير سلاح الحدود في هذا الشأن، قال: ظلت الصحراء بخيرها وكنوزها في عزلة عن الوادي، تسير حياة الناس فيها من سيئ إلى أسوأ، حتى قامت الثورة لتحرير كل شبر من أرض الوطن، ولتحقيق المساواة بين جميع أفراد الوطن، ولاستغلال كل مورد وكل ثروة لخير كل أبناء هذا الوطن، فكان اتجاه الثورة إلى فتح أبواب الصحراء منذ 29 أبريل 1953، حينما صدر مجلس الوزراء قراراً بأن تتسلم كل وزارة من وزارات الدولة اختصاصها في المحافظات الصحراوية، لتؤدي لأهليها نفس الخدمات التي تؤدى لسكان البلاد الداخلية.

" وبدأت التجربة بفتح الطرق إلى الصحراء الجنوبية فتحولت في سنوات قليلة إلى " الوادي الجديد " من أجل زراعة ثلاثة ملايين ونصف مليون فدان، ومن أجل استغلال الفحم والفوسفات في الواحات الخارجة والداخلة، ومن أجل استغلال الحديد في الواحات البحرية ". " ثم امتدت التجربة إلى الصحراء الغربية، فكانت مشروعات المراعي، والتنقيب عن البترول؛ وبدأ تعمير الشاطئ الأبيض من العمرية حتى السلوم ". " ثم كان فتح الطريق من السويس إلى شواطئ البحر الأحمر؛ لتأخذ الشركات العربية الحرة نصيبها من البترول والمعادن، ولتبدأ البلاد في استغلال الثروة السياحية والثروة السمكية الضخمة في هذا الشاطئ المعروف في العالم باسم شاطئ المرجان ". " وقد رأت حكومة الثورة الأخذ بالتدرج في فتح مناطق الصحراء، حتى يستكمل سلاح الحدود جميع إمكانياته لحفظ الأمن في هذه المناطق، وحتى يتحول من جهاز للحكم إلى جهاز للخدمة، ودليل إلى مراكز الثروة، وداع لكل المواطنين وكل السائحين إلى ارتياد الصحراء ".

2 1

طور بواسطة نورين ميديا © 2015