وتتجمع هذه النزغات وكثيرا غيرها على الداعية لترديه قتيلا- كأنها سهام تصوبها الشياطين على أجساد الدعاة لتشل من حركتهم ولتجعلها غير خالصة لله سبحانه ومن ثم لا تقبل.
وكما أن هذه الدعوة تحتاج الى التضحية بالنفس لكي تنتشر كذلك فهي محتاجة الى التضحية بالمال سواء بسواء ولذلك كانت البيعة التي عقدها الله مع المؤمنين متكونة من هذين العنصرين النفس والمال الذين بهما يتم انتشار دعوة الحق وانتصارها والفوز بالجنة فاذا نقض
أحد العنصرين من البيعة كانت بيعة ناقصة.
ويأتي عدو الله هنا ليفسد هذه البيعة فيلقي بالنفس الخوف من الفقر" الشيطان يعدكم الفقر". وذلك عندما يهم المسلم بالانفاق في سبيل الله أو اذا طلب منه ذلك يوهمه بأن ذلك سينقص من ماله وانه محتاج لذلك المال ويعرض له الأدلة من القرآن" لا يكلف الله نفسا الا وسعها" الى آخر هذه الهمزات التي تجعله يعدل عن الانفاق في سبيل الله وبذلك يفسد بيعته مع الله.
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاء المنفقين في سبيل الله والذين لا يخافون الفقر فقال:
" من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا الطيب فان الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم