والستر على المسلم واجب مهما امكن فأما العالم اذا انكر فانت منه على امان وقد كان السلف يتلطفون بالانكار وراى صلة بن أشيم رجلا يكلم امرأة فقال ان الله يراكما سترنا الله واياكما. وكان يمر بقوم يلعبون فيقولك:" يا اخواني ما تقولون فيمن اراد سفرا فنام طول الليل ولعب طول النهار متى يقطع سفره فانتبه رجل منهم فقال يا قوم انما يعنينا هذا فتاب وصحبه.
ومنها ما يلقي في نفوس بعض الناس من الكبر فاذا سئل احدهم سؤالا لا يعرف له اجابة نزغ في قلبه الشيطان قائلا:" سيقول عنك انك جاهل لا تعلم اذا لم تجبه" فيجعله يفتي من هوى نفسه فيضل ويضل." وقال عبد الله ابن المبارك: حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن ابي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أراه قال في المسجد - فما كان منه محدث الا ود ان اخاه كفاه الحديث ولا مفت الا ود ان اخاه كفاه الفتيا وقال مالك عن يحيى بن سعيد قال: قال ابن عباس: ان كل من افتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون - وقال سحنون بن سعيد:
أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه".
ومنها ما ينزغ في قلوب البعض عندما يسمع من أخيه كلمة أراد بها مزاحا أو قصدا حسنا يلقي في نفسه" ان فلانا قصد بهذه الكلمة كذا وكذا" مما يجعله يظن الظنون السيئة بأخيه ويؤول الكلام بأكثر مما يحتمل فيحقد على أخيه ويغتابه في نفسه وربما كان ذلك داعيا الى هجره ...
ومنها ما ينزغ في نفوس بعض " من يتكلم في دقائق الزهد ومحبة الحق