ومنها: ان الشيطان احرص ما يكون على الانسان عندما يهم بالخير او يدخل فيه فهو يشتد عليه حينئذ ليقطعه عنه وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان تفلت علي البارحة فأراد ان يقطع علي صلاتي -
الحديث" وكلما كان الفعل انفع للعبد واحب الى الله تعالى كان اعتراض الشيطان له اكثر فالشيطان بالرصيد للانسان على طريق كل خير فهو بالرصد ولا سيما عند
قراءة القرآن فأمر سبحانه العبد ان يحارب عدوه الذي يقطع عليه الطريق ويستعيذ بالله تعالى منه اولا ثم اخذ
بالسير كما ان المسافر اذا عرض له قاطع طريق اشتغل بدفعه ثم اندفع في سيره ...
ومنها: ان الاستعاذة قبل القراءة عنوان واعلام بأن المأتي به بعدها القرآن ولهذا لم تشرع الاستعاذة بين يدي كلام غيره بل الاستعاذة مقدمة وتنبيه للسامع ان الذي يأتي بعدها هو التلاوة فاذا سمع السامع الاستعاذة استعد لاستماع كلام الله تعالى ثم شرع ذلك للقارىء وان كان وحده"
ب - الاستعاذة في الصلاة: والاستعاذة كذلك علاج لما يلقيه الشيطان في الصلاة من وسئوس لينقص الأجر ويبعد الخشوع فنفى بذلك صفة من صفات المؤمنين فعن ابن العلاء: ان عثمان بن ابي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ان الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ذاك شيطان يقال له خنزب فاذا احسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا"
قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني"
ج - الاستعاذة عند الغضب: عن سليمان بن مرد قال:
" كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان! يستبان فاحدهما احمر وجهه وانتفخت