ويفوته ثواب العمل الفاضل فيامره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له اذا تضمن ترك ما هو افضل واعلى منه وقل من ينتبه لهذا من الناس فانه اذا راى فيه داعيا قويا ومحركا الى نوع من الطاعة لا يشك انه طاعه وقربه فانه لا يكاد يقول ان هذا الداعي من الشيطان فان الشيطان لا يامر بخير ويرى ان هذا خير فيقول هذا الداعي من الله وهو معذور ولم يصل علمه ان الشيطان يامر بسبعين باب من ابواب الخير اما ليتوصل بها الى باب واحد من الشر واما يفوت بها خيرا اعظم من تلك السبعين بابا واجل وافضل وهذا لا يتوصل الى معرفته الا بنور من الله يقذفه في قلب العبد يكون سببه تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة عنايته بمراتب الاعمال عند الله واحبها اليه وارضاها له وانفعها للعبد واعمها نصيحة له ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين خاصتهم وعامتهم ولا يعرف هذا الا من كان من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم وثوابه في الامة وخلفائه في الارض واكثر الخلق محجوبون عن ذلك فلا يخطر ذلك بقلوبهم بالله بمن يفضله على من يشاء من عباده.

فاذا اعجزه العبد في هذه الملراتب الست واعيي عليه: سلط عليه حزبه من الانس والجن بانواع الاذى والتكفير والتضليل والتبديع والتحذير منه وقصد الى اخماله واطغاثه ليوشوش عليه قلبه ويشغله بمحاربة فكره وليمنع الناس من الانتفاع به فيبقى سعيدا من تسليط المبطلين من شياطين الانس والجن عليه لا يفتر ولا ينثني فحينئذ يلبس المؤمن لامة الحرب ولا يضعها عنه الى الموت ومتى وضعها اسر او اصيب فلا يزال في جهاد حتى يلقى الله.

وهناك مدخل غريب قل من يفطن اليه من الدعاة وهو ان ياتي لاحدهم بالبراهين التي يبدو ظاهرها صحيحا ويريد بها باطلا ليبعدهم عن الطريق الذي التزموه او يجعلهم ضعافا عالة على الحركة الاسلامية ويظل يحقنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015