ولا يعني هذا ان يركن الداعية الى الله لا ينكر على الفاسقين واصحاب الغفلة منكراتهم انما هناك فرق واضح بين انكار المنكر ودرجاته الثلاثة باليد او باللسان او بالقلب وبين هواية تصيد العيوب التي ذكرناها ...
فمتى سعى الداعية الى تنقية نفسه من العجب بالنفس واحتقار اصحاب المعاصي والتشهير بهم وغفلته عن عيوب نفسه وسوء الظن بكلام الاخرين كان هو الداعية الذي اراده الله ويكون عمله كله مباركا موفقا باذن الله اما ان تلكأ في تنقية نفسه من هذه العيوب فليعلم انه من هذه الزمرة.
وتزيين الشيء اي تغيير الشيء من صورته الحقيقية الى صورة اخرى باضافة بعض الاشياء الى الصورة الحقيقية فتزيين الشيطان للباطل يتم باضافة الشهوات ليبدو الباطل بصورة جميلة غير صورته الحقيقية وذلك ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات"
فكانه قال: لا يوصل الى الجنة الا رارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات ولا الى النار الا بتعاطي الشهوات وهما محجوبتان فمن هتك الحجاب اقتحم "
والشهوات هنا هي الزينة التي يستخدمها ابليس ليصطاد بها بني آدم ليهتكوا ذلك الحجاب فيقعون في النار.
وتزيين الشيطان الاصغر هو الذي يطبقه على فرد او مجموعة في اماكن وازمنة مختلفة ويزيد هذا التزيين وينقص من فرد لاخر ومن مجموعة لاخرى