الشريفة، والجواب أن يقال: ما ذكره السندي من أنّ الأئمّة اتفقوا على كراهة دعاء الزائر لنفسه مستقبلاً للحجرة الشريفة ثابت عن الأئمة كما نقله الثقات الأثبات ولا يمكن لأحد أن يكابر في دفع ذلك لا بنقل صحيح ولا سقيم، قال شيخ الإسلام قدّس الله روحه في منسك له صنفه في آخر عمره: "ويسلم عليه مستقبلاً الحجرة مستدبر القبلة عند أكثر العلماء كمالك والشافعي وأحمد وأما أبو حنيفة فإنه قال: يستقبل القبلة فمن أصحابه من قال: يستدبر الحجرة ومنهم من قال يجعلها عن يساره واتفقوا على أنه لا يستلم الحجرة ولا يقبلها ولا يطوف بها ولا يصلي إليها ولا يدعو هناك مستقبلاً للحجرة؛ فإن هذا كله منهي عنه باتفاق الأئمة، ومالك من أعظم الناس كراهية لذلك والحكاية عنه أنه أمر المنصور أن يستقبل القبر وقت الدعاء كذب على مالك بل ولا يقف عند القبر للدعاء لنفسه فإنّ هذا بدعة ولم يكن أحد من الصحابة يقف عنده يدعو لنفسه ولكن كانوا يستقبلون القبلة ويدعون في مسجده" انتهى.
وقال أيضاً: "وكره السلف رضي الله عنهم قصدها بالدعاء متأولين في ذلك قوله صلى الله عليه وسلّم: " لا تتخذوا قبري عيداً" كما ذكرنا ذلك