ولو ظفر المخذول بالعلم والهدى ... لا بد لهما فورا وما كان أحجما
ولكنه والحمد لله وحده ... من العلم بالبرهان قد كان معدما
فحادوا بدى نزهات وضيعة ... وأقوال أعداء بها الإفك قد طما
وقد قام كالحرباء يرنو بطرفه ... إلى الشمس عدوانا وبغيا ومأثما
وما ضرّ إلا نفسه باعتراضه ... ونصرته من كان أعمى وأبكما
وأنّى لهذا الوغد علم بمابه ... يدان ويرجى فاطر الأرض والسما
ولو كان يدرى ماهدى بضلالة ... وسطر في أوراقه الجهل والعما
ولكن أهل الزيغ في غمراتهم ... فليس لهم عن مهيع الكفر مرتما
خفافيش اعشاها من الحق شمسه ... وأعمها إشراقه إذ تبسّما
فلما دجى ليل الضلالة أقبلت ... وجالت وصالت حين جنوأظلما
أيحسب هذا الفدم والوغد اننا ... غفلنا وما كنا غفاة ونوما
سنضرب من هاماتهم كل قمحد ... ونبكم صنديدا تحدى وغمغما
وتشدخ بالبرهان يافوخ إفكه ... فيصبح مثلوغا وقد كان مبهما
وما كان أهلا أن يجاب لجهله ... وهُجنة ما أبداه لما تكلما
ولكن ليدرى أن في الربع والحمى ... رماثا اعدّوا للمعادين اسهُما