تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى ... سبل الهدي في القول والأفعال
درجوا على نهج الرسول وهديه ... وبه اقتدوا في سائر الأحوال
نعم الرفيق لطالب يبغي الهدى ... فما له في الحشر خير مال
القانتين المخبتين لربهم ... الناطقين بأصدق الأقوال
التاركين لكل فعل سيء ... والعاملين بأحسن الأعمال
أهواؤهم تبع لدين بنبيهم ... وسواهم بالضد في ذي الحال
ما شابهم في دينهم نقص ولا ... في قولهم شطح الجهول الغال
عملوا بما علموا ولم يتكلفوا ... فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
وسواهموا بالضد في أحواله ... تركوا الهدى في دعوا إلى الإضلال
فهموا الأدلة للحيارى من يسر ... بهذا هموا لم يخش من إضلال
وهم النجوم هداية وإضاءة ... وعلو منزلة وبعد منال
يمشون بين الناس هونا نطقهم ... بالحق لا بجهالة الجهّال
حلما وعلما مع تقى وتواضع ... ونصيحة مع رتبة الأفضال
يحيون ليلهموا بطاعة ربهم ... بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم ... مثل انهمال الوابل الهطّال