التقليد المحض العاري عن الدليل وتنفير العوام والطغام عن دين الله ورسوله وعن ما عليه السلف الصالح والصدر الأول من إخلاص العبادة بجميع أنواعها لله والتحذير عمن هذه طريقته وهذه نحلته فنعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن الضلال بعد الهدى ومن الغي بعد الرشاد وكان الأولى بهذا المكي أن يكون حظه على لزوم الصحيحين والسنن والمسانيد وعلى تفاسير أهل التحقيق كتفسير محمد بن جرير الطبري، وتفسير العماد ابن كثير والبغوي وغيرهم من تفاسير أهل السنة وأما كتب الغزالي فهي كما سمعت كلام العلماء فيها والواجب على كل مسلم الاعتصام بالكتاب والسنة والعض عليهما بالنواجذ والحض عليهما وترك ما خالفهما ولزوم هدي الصحابة وما كانوا عليه فإنهم كانوا هم أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفاً قوم اخترهم الله لصحبة نبيه ولإظهار دينه وقد قال بعض أهل التحقيق من أهل العلم في أبيات له قال فيها:
يا باغي الإحسان يطلب ربه ... ليفوز منه بغاية الآمال
انظر إلى هدي الصحابة والدي ... كانوا عليه في الزمان الخال
واسلك طريق القوم أين تيمموا ... خذيمنة ما الدرب ذات شمال