رسائل سيف الإسلام (?)
الرسالة الأولى
[خَسَأ المجدِّدون
إذا كان التجديد رِدّة عن الدين]
دعاني ليلةَ أمس صديقٌ لي أديب إلى لقاء في فندق فكتوريا يضم طائفة من كبار الأدباء والشعراء، فأجبته مسروراً وذهبت مسرعاً، ولكني لم أجد أديباً ولا شاعراً، بل وجدت طائفة ممن أعرفهم مسلمين ينتسبون إلى أكبر الأسر الإسلامية قد عكفوا على مائدة الخمر، يتساقَون كؤوسها ويترشّفون رحيقها، ويتعللون بين الكأس والكأس بحديث -علم الله- بارد ممل وتعليقات ثقيلة بغيضة! فغمزت صاحبي ليخرج -وأنا أعهده أبعدَ الناس عن هذه المواطن التي ثوى بها الشيطان- فإذا هو قد تغيّر بعدي، وإذا هو يضحك ويجلس لا يبالي! فخرجت لا ألوي على شيء، وفررت