من المقالات التي نشرها علي الطنطاوي في الجرائد والمجلات قبل نهاية عام 1939.
لقد وجدَتْ كثيرٌ من بواكير علي الطنطاوي طريقَها إلى الكتب التي نُشرت وقرأها الناس، وبقيت في يدي بقية مما لم يُنشَر في كتاب قط، فلما عزمت على جمعها وإخراجها في هذا الكتاب أردت أن أضمّ إليها ما أستطيع الوصول إليه مما نُشر من قديم ثم ضاع فلم يبق له أصل، فانتدبت مَنْ تكرّم مشكوراً بمراجعة قسم الدوريات القديمة في مكتبة الأسد بدمشق، وأمضى فيها أسابيع طويلة غارقاً في سجلاتها المحفوظة حتى استخرج منها طائفة من المقالات لم تكن في يدي، فاشتغلت فيها وفيما كان معي من قبل، ومن هذه وتلك جاء هذا الكتاب.
على أني لم أنشر كل ما وصلت إليه من «البواكير»، بل إن الذي طويته يزيد على ما أنشره منها اليومَ في هذا الكتاب؛ فقد وجدت أن مقالاتٍ كثيرةً منها كانت مرتبطة بحوادث عابرة أو بقضايا يوميّة، وأمثالُ هذه المقالات قصيرة العمر وأكثرها من النوع السياسي الذي يعالج مشكلات وقتيّة، ثم تنقضي الحادثة وتنتهي القضية فلا تبقى للمقالة قيمة، ولا يبقى بعد هذه السنين الطويلة من يذكر الحادثة أو يهتم بها أو يفهم الإشارة إليها.
وأخيراً واجهت مشكلة ترتيب مقالات الكتاب، فهممت حيناً بأن أرتبها حسب موضوعاتها، ثم وجدت أن الموضوع لم يكن هو الأساس الذي بُني عليه الكتاب فأعرضت عن هذا الخاطر، وفكرت حيناً آخر بترتيبها اعتماداً على الجريدة التي نُشرت فيها، فأضم مقالات «القبس» بعضها إلى بعض وأجمع