- أليس لك بذهابه علم؟ هاك المسجد الأموي، لا يدخل إليه إلا المتفرجون، لا المصلون. ولا تعجب من هذا، فإنك تعرف أن شبان زمانك كانوا يتهاونون بأمور الدين ويتغافلون عنها، وسار أولادهم في طريقهم، فنشأ هذا النشء الذي لا يعرف من الدين إلا الاسم.
* * *
وطلب إليّ صديقي أن أقوم معه لندور في المدينة، فامتطينا سيارة، فرأيت ميداناً عظيماً فيه تمثال، فقلت له: تمثال من هذا؟
- ليس تمثالاً لبشر، ولكنه تمثال الحرية.
- وما تمثال الحرية؟
- هو ...
وهنا صدمتنا سيارة أخرى، فصحت: وارأساه!
ففُتح عليّ الباب، وأفقت فإذا أنا في الفراش. وإذا هي دمشق لا باريس، وسنة 1929 لا سنة 2019، لا بنايات ولا تماثيل، ولا تهتك ولا إلحاد، وإذا كل ما رأيت رؤيا منام وأضغاث أحلام!
* * *