- وماذا فعل أهلها؟ فلقد تركتهم على أبواب نهضة اقتصادية كبرى، ولقد أسسوا معامل للدباغة والنسيج و ...
- آه، لقد أذكرتني عهداً كنت له ناسياً، ولا يعرفه ممن ترى غيري. إن ما تقوله صحيح، ولكن ... آه! عمَّ أحدثك؟ هلمَّ، هلمَّ إلى أحد المقاهي فإنني لا أطيق الوقوف.
* * *
وندخل المقهى فتأتينا فتاة كأنها فلقة البدر تسألنا طلبنا، ويجيبها رفيقي بلغة لا أدري ألاتينية هي أم هي لغة الصين، فتنحني قليلاً وتنصرف. فأقول له: ما هذه الفتاة؟ وبأي اللغات تكلمها؟
- إنك قد قطعت عليّ حديثي الأول، ولكني مخبرك عن سؤالك. ليس من كلمت بفتاة ولكنه شاب.
- شاب؟ شاب؟! وما هذا الشعر الطويل؟ وما هذه الثياب القصيرة؟ وما هذه الأصبغة؟ وما هذا الكحل في العينين؟
- نعم يا سيدي، إنه شاب، وهكذا كل الشبان اليوم، لا يعرفون إلا التجمل والرقة، أما الأعمال الكبرى والمشروعات العظيمة فكلها بيد المرأة!
- ماذا تقول؟ أبُدِّلَت الأرضُ غيرَ الأرض؟ أم قامت الساعة؟ أم طلعت الشمس من مغربها؟ أم ماذا؟
- إن شيئاً من ذلك لم يكن، ولكن هذه «الموضة» التي بدأت في زمانكم بحلق شاربَي الرجل وشعر المرأة، وحضورها