اسمعوا يا عباد الله
نشرت سنة 1929 (?)
- ... كالذي زعموا أن رجلاً برع في فن «الميكانيكيات» وتسيير القاطرات، وذاع خبره وانتشر صيته. وكان له ولد فأراده على تعلم هذا الفن حتى تبقى لهذه الأسرة شهرتها بإتقانه ولا تتبدد بموت هذا الشيخ، فاعتذر الولد بأنه صغير وأنه سيَجِدّ فيه بعدُ. فتركه حيناً ثم عاد إلى دعوته، فعاد الولد إلى اعتذاره ... وبين «دعا» و «اعتذَرَ» تصرَّمت حياة الأب فمات.
وطلب صاحب العمل من يقوم مقامه، فقام إليه الولد، فقال صاحب العمل: الولد أحق بمكان أبيه، ولكنّ سَوق القاطرة شاق لا يقوم به إلا خبير، وفي الطريق عقبة لا يجتازها إلا حاذق. فما بلغ من معرفتك أيها الفتى؟
فقال: إنني كأبي، وأفوقه بقوة الشباب.