يَحْطم النسر أمّةً من الذباب بضربة من جناحه:
ولي فرَسٌ للحِلْم بالحِلْم مُلجَمٌ ... ولي فرسٌ للجهل بالجهل مُسرَجُ
فمَنْ رامَ تقويمي فإني مقوَّمٌ ... ومَنْ رامَ تعويجي فإني مُعَوَّجُ
ولكنّا لا نحب أن نعجّل عليهم بالشر، وما نحب أن نكون من الجاهلين.
على أن سبل النقد واضحة لمن يعرفها، وللنقد قواعد يُعتمَد عليها وآداب يُرجَع إليها. وفي المجمع كتّاب وفي المجمع شعراء، فهَلُمّوا انقدوا كتابتهم وشعرهم وبيّنوا مواضع النقص ومواطن الخطأ والانحراف فيها. أما ما كتبه خصوم المجمع إلى الآن فليس من النقد الصحيح في شيء، وإنما هو هجاء بذيء ولغط وهذَيان. وليس من النقد الفني ما جاء في مجلة «الدهور» على التخصيص، وما هو إلا مجموعة من الخطأ في الفكر واللحن في اللغة والركاكة في التعبير، نَمُرّ به مَرَّ الكِرام، وندعو «الزهور» وأهلها إلى نقدنا ولكن بعد أن يتعلموا فنّ النقد ويقيموا ألسنتهم في اللغة!
فيا قوم، يا خصوم المجمع، استحيوا فالحياء من الإيمان. واكتموا حسدكم واكظموا غيظكم، واستروا نقدكم هذا كما تستر الهرّة ما يخرج منها وتغطّيه بالتراب! ستر الله علينا وعليكم، ونجّاكم من تأديبنا ونجّانا من سلاطتكم، ورزقنا وإياكم العقل والعلم، وعلّمَنا وإياكم الحكمة والمنطق.
* * *