ويتزيّنون كأنهم الفتيات ليلة زفافهن، وانظروا ما يكون بعد ذلك من منكرات ومفاسد! في المدارس؟ وماذا في المدارس؟ إن فيها الداهية الدَّهْياء مما يجري في طي الخفاء من الأمور المخلّة بالشرف والعفاف، فضلاً عما فيها (أو في أكثرها) من فشوّ المنكر وزوال المعروف. في البيوت؟ وبيوت أكثر الرجال تتغلب فيها النساء فيصنعن ما يشأن، وانظر بعد ذلك ما في البيوت من تبرّج وعورات باديات وصلوات معطَّلات، وما وراء ذلك أدهى وأمَرّ. في القرى والمتَنَزّهات؟ هذه شر ما في الأمر!
كل هذا في دمشق، ودمشق جنة إذا قيست بمصر!
ألا لا بد من أن يجتمع الغُيُر على الإسلام، فيتحدثوا فيما لحق به ويختاروا أقرب الطرق لإصلاح أهله، ولا بد من أن نتناصح وينكر كلٌّ على أخيه ما يراه مخالفاً للدين، ولا بد من أن ننصر الدين في كل موطن نقدر على نصرته فيه، فإذا فعلنا صلح أمرنا، وما صلاحه إلا بيد الله، اللهمّ أصلح الحال.
* * *
انتهت الحلقة الأولى من «سيف الإسلام» ووقعت في عشر رسائل، وإنّا نسأل الله التوفيق لجعل الثانية أكثر فائدة وأكبر حجماً وأجود طباعة. (?)
* * *