وَيُقَال لَهُ بلد حبرون بِفَتْح الْمُهْملَة ثُمَّ مُوَحدَة سَاكِنة ثُمَّ رَاء مُهْملَة وَآخره نون وَهُوَ فِي وهدة بَيْنَ جبال كثيفة الْأَشْجَار بِيَقِين أغلب فواكهها الزَّيْتُون والخرنوب والتين وَبَينه وَبَين الْقُدس بِدُونِ إِشْكَال سِتَّة أَمْيَال وَإِنَّمَا أضيف للخليل أَبِي الْأَنْبِيَاء الْكِرَام لشرفه بِكَوْنِهِ محلا لدفنه مَعَ وَلَده إِسْحَاق وحفيده يَعْقُوب عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام وَكَذَا لدفن زَوجته الصديقة سارة أم إِسْحَاق المتوفية قبله بِاتِّفَاق بَل كُل ذَلِكَ مِمَّا تَلقاهُ الجيل بَعْد الجيل من زمن بَنِي إِسْرَائِيل وَإِلَى هَذَا الْوَقْت بِدُونِ تَبْدِيل وَأَنَّهُمْ فِي المربعة الَّتِي بناها السَّيِّد سُلَيْمَان وَهِيَ المغارة الَّتِي اشْتَرَاهَا الْخَلِيل من قَرْيَة حبرون بِأَرْض كنعان وَهُوَ مَحل شرِيف مفضل منيف خُصُوصا تِلْكَ المربعة المتضمنة للقبور الشَّرِيفَة الْأَرْبَعَة عَلَى وَجه الْإِجْمَال لَا التَّعْيِين المزيل للاحتمال وَلذَا كَانَ الْمُتَعَيّن فِي جَمِيعهَا الإجلال وصون كُل مَوضِع مِنْهَا عَنْ أَن تدوسه النِّسَاء وَالرِّجَال وَقَدْ قَرَأت الْحَدِيث بِتِلْكَ الْبقْعَة راجيا بركَة ذَلِكَ ونفعه وَشهِدت ذَاك السماط المأنوس ووددت التفضل من الرب سُبْحَانَهُ بِإِدْرَاك الِاغْتِبَاط بِالْعودِ لِهَذَا الْمحل المحروس