وَهِيَ بِفَتْح الْمِيم وصاد مُهْملَة مَضْمُومَة مَدِينَة كَبِيرَة قريبَة من دمياط ومقابلة لجوجر عِنْدَ مفترق النيلين إِلَى دمياط - وَهُوَ الغربي - وأشموم طناح - وَهُوَ الشَّرْقِي - بناها كَمَا قَالَ فِي الْمُشْتَرك الْكَامِل مُحَمَّد بْن العاذل أَبِي بَكْر بْن أَيُّوب فِي وَجه الْعَدو لما حاصروا دمياط - يَعْنِي سنة سِتّ عشرَة وست مئة - زَاد غَيره وأدار عَلَيْهَا سورا مِمَّا يَلِي الْبَحْر وَأقَام بقصره مِنْهَا قبل الْفَتْح ثُمَّ بعده حِينَ قرب عينه وَمَعَهُ من إخْوَته الْمُعظم عِيسَى صَاحب دمشق والأشرف مُوسَى صَاحب بِلَاد الشرق وَقيل فِي حَضرتهمْ الْأَشْعَار البديعة وَمِمَّنْ كَانَ بِهَا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وست مئة الْحَافِظ أَبُو الْيمن بْن عَسَاكِر فَقَدْ أنْشد أَبُو حَيَّان عَنْهُ أبياتا من قصيدة كتب بِهَا مِنْهَا إِلَى بَعْض فضلاء الْقَاهِرَة حِينَ هزيمَة الفرنج الَّذِينَ استولوا عَلَى دمياط وَكَانَت لَهُ فِي قِتَالهمْ الْبَيْضَاء وانتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وفيهَا خطبتان وحمامات وفنادق وأسواق وَسميت بِذَلِكَ من أجل مَا تقدم وَقَدْ شاركها فِي الِاسْم عدَّة مدن حصرها صَاحب الْمُشْتَرك فِي تِسْعَة وَقَالَ إِنَّهَا خربَتْ عَنْ آخرهَا
47 - أَخْبَرَنِي بِهَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ