وَهِيَ بسفح جبل قاسيون نسبت لِأُنَاس صالحين فَإِن شيخ الأسلام أَبَا عمر ابْن قدامَة أول مَا هَاجر هُوَ وَأَخُوهُ الشَّيْخ الْمُوفق عَبْد اللَّهِ ووالدهما وَابْن خالتهما الْحَافِظ التَّقِي عَبْد الْغَنِيّ بْن عَبْد الْوَاحِد وَمن يلوذ بهم من المقادسة وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مئة نزلُوا ظَاهر بَاب شَرْقي من دمشق بِمَسْجِد يعرف بِأبي صَالح فأقاموا بِهِ نَحْو سنتَيْن مجتهدين فِيمَا يقربهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى ثُمَّ انتقلوا إِلَى الْجَبَل الْمشَار إِلَيْهِ فَقَالَ النَّاس الصالحية الصالحية قَالَ الشَّيْخ أَبُو عُمَر - سالكا التَّوَاضُع - ينسبونا إِلَى مَسْجِد أَبِي صَالح لَا إِلَى الصّلاح وَلَمْ يكن إِذْ ذَاك بِالْجَبَلِ عمَارَة سوى دير الحوراني وأماكن يسيرَة فَقَامَ أَبُو عُمَر بِبِنَاء الدَّيْر الْمُبَارك فَعرف بدير المقادسة وَكَانَ مِمَّن ولد بِهِ ابْن أختهما الْحَافِظ الضياء الْمَقْدِسِي صَاحب المختارة وَبنى أَبُو عُمَر لأَهله دورًا خَارِجَة عَنْ الدَّيْر بَل وَبنى هُنَاكَ مدرسة مركبة عَلَى نهر يَزِيد وَقفهَا عَلَى الْقُرْآن وَالْفِقْه وَحفظ بِهَا الْقُرْآن أُمَم لَا يُحصونَ وَكَذَا بنى بِهَا المظفر جَامعا هائلا وَجعله إِمَامه وخطيبه ثُمَّ خطب فِيهِ بعده أَخُوهُ الْمُوفق