فأما من قصد من العلاقي إلى بلاد النوبة الذين يقال لهم: علوة فيسير ثلاثين مرحلة بعضها إلى كباو، ثم إلى موضع يقال له: الأبواب، ثم إلى مدينة علوة العظمى التي تسمى سوبة وبها ينزل ملك علوة، والمسلمون يختلفون إليها ومنها يأتي خبر ابتداء النيل.
ويقال: إن جزيرة علوة متصلة بجزيرة السند والنيل يجري من وراء علوة إلى أرض السند في النهر الذي يقال له: مهران كما يجري في نيل مصر ويزيد فيه في وقت زيادته بمصر.
وفي الجزيرة التي بأرض علوة مثل ما بجزائر السند من الفيلة والكركدنات وأشباه ذلك، وفي نهر مهران التماسيح كما في نيل مصر.
ومن أسوان إلى أول بلاد النوبة الذين يقال لهم: مقرا، وهو موضع يقال له:
ماوا، وبهذا الموضع كان زكريا بن قرقي خليفة أبيه قرقي ملك النوبة.
ومن ماوا إلى مدينة النوبة العظمى التي ينزلها ملك النوبة وهي سال ودنقلة ثلاثون مرحلة.
ومن العلاقي إلى أرض البجة «1» الذين يسمون الحداربة والكدانين خمس وعشرون مرحلة، ومدينة ملك البجة الحداربة يقال لها: هجر «2» يأتيها الناس من المسلمين للتجارات.
والبجة ينزلون خيام جلود وينتفون لحاهم وينزعون فلك ثدي الغلمان لئلا يشبه ثديهم ثدي النساء ويأكلون الذرة وما أشبهها، ويركبون الإبل، ويحاربون عليها كما يحارب على الخيل، ويرمون بالحراب فلا يخطئون.