الذوق. ومما حسن فيه ذلك من أقوال الشعراء ما جاء في قول ابن المعتز، وقد ساقه الإمام عبد القاهر، يقول:
وظلت تدير الراح أيدي جآذر ... عتاق دنانير الوجوه ملاح
وقول الخالدي يصف غلامًا له:
ويعرف الشعر مثل معرفتي ... وهو على أن يزيد مجتهد
وصيرفي القريض وزّان ديـ ... ـنار المعاني الدقاق منتقد
فقد تتابعت الإضافات في البيت الأول في قوله: "عتاق دنانير الوجوه". وفي البيت الأخير: "وزان دينار المعاني"، مع السلامة من الثقل والاستكراه؛ لذلك جاءت مليحة لطيفة فصيحة.
وبعد أن تحدثنا عن مصطلحي فصاحة الكلمة، فصاحة الكلام، بقي أن نعرج على فصاحة المتكلم:
وقد ذكر البلاغيون أن فصاحة المتكلم -وعلى رأس هؤلاء الخطيب القزويني- ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح، فالملكة كيفية راسخة في النفس، يستطيع بها المتكلم أن يعبر عن مقصوده متى شاء في أي معنى من المعاني، كالمدح والذم والفخر والرثاء والنسيب، وغيرها بلفظ فصيح. فقد استطاع أن يعبر عن مقصوده بلفظ فصيح في غرض واحد من الأغراض السابقة دون غيره لم يكن فصيحًا؛ لعدم رسوخ تلك الصفة في نفسه، فالمدار على الاقتدار أي أن تكون لديه القدرة على التعبير الفصيح، وإن لم ينطق بالفعل؛ ليشمل حالتي النطق