(3) ومن التشبيه الضمنّي البديع قول أبي تمَّام:
وَإِذَا أراد اللَّهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ ... طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ
لَوْلاَ اشْتِعَالُ النَّارِ فِيمَا جَاوَرَتْ ... مَا كانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ الْعُودِ
عَرْفُ الْعُود: رائحة العود الذي يُتَبخَّرُ به.
(4) ومن التشبيه الصريح السَّهْلِ القريب ذي الطرافة، قولُ ابن الرومي يصف مُخْلِفاً بمواعيده في العطاء:
يَذَلَ الْوَعْدَ لِلأَخِلاَّءِ سَمْحاً ... وَأَبَى بَعْدَ ذَاكَ بَذْلَ الْعَطَاءِ
فَغَدَا كالْخِلاَفِ يُورِقُ لِلْعَيْـ ... ـنِ وَيَأْبَى الإِثْمَارَ كُلَّ الإِبَاءِ
الخِلاَف: هو شجر الصَّفْصاف، له ورق، وظلُّ، ولَيس له ثمر.
(5) ومن التشبيه الذي جاء فيه المشبَّه مفرداً والمشبّه به مُرَكّباً، قول الصنوبري:
وَكأنّ مُحْمَرَّ الشَّقِيـ ... ـقِ إذا تَصَوَّبَ أَوْ تَصَعَّدْ
أَعْلاَمُ يَاقُوتٍ نُشِرْ ... نَ عَلَى رِمَاحٍ مِنْ زَبَرْجَدْ
مُحْمَرَّ الشقيق: أي: الشقيق الْمُحْمَرّ، والمراد به شقائق النعمان، وهو وردٌ أحمر في وسطه سواد.
إِذَا تَصَوَّبَ: أي: إذا مال إلى أسْفل.
أو تَصَعَّدَ: أي: أو نَهَضَ إلى الأعْلَى مستقيماً.
شبّهَ شقائق النعمان تُحَرِّكُها الرّياح راكعةً ناهضة بأعلام من ياقوتٍ أحمر نُشِرْنَ على رِمَاحٍ من زبَرْجَدٍ أخضر.
(6) ومن التشبيه القريب المبتذل الذي رفع قيمته ما أضيف إليه من تتمَّات، قول أبي تمَّام يمدح الحسَنَ بن رجاء: