بالنبات الذي يعود إلى الحياة عن طريق بزوره، بعد حصاده الذي يكون به موت حياته الخضراء.
فالصورتان بينهما تماثل، وكلتاهما ممّا يدركُ بالحسّ الظاهر.
* ومن أمثلة "القسم الثاني" تشبيه الخشية من النّاس بالخشية من الله، وتشبيه لذّة الوصول إلى المعرفة بلذّة الظفر بالملك، أو الانتصار على الأعداء.
فكلُّ من المشبه والمشبه به وِجْداني.
* ومن أمثلة "القسم الثالث" تشبيه العلم بالنور، والإِيمان بالبصر، والجهل بالعَمَى، والكفر بالسير في الظلمات، وتشبيه من يتخذ من دون الله أولياء بالعنكبوت التي تنسج لنفسها بيتاً واهياً، وتشبيه من ينقض العهد بالمرأة الحمقاء الّتي نقضت عزلها من بَعْد قُوّةٍ أنكاثاً، وتشبيه إبطال أعمال الذين كفروا بربّهم برمادٍ اشتدَدَّتْ به الريح في يومٍ عاصف فنسفته وبدّدته فلم تدع منه في موقعه شيئاً.
فكلُّ هذه التشبيهات هي من تشبيه مُدْركٍ فكريّ أو وجْدانيٍّ بمدْرَكٍ بالحسّ الظاهر.
* ومن أمثلة "القسم الرابع" تشبيه الأمّ بالمحبّة، وتشبيه القاضي العادل بالعدل، أو بأحكام الشرع، وتشبيه الأعداء بالحقد والكراهية، وتشبيه الانفجارات الناريّة أو البركانيّة بالغيظ العنيف في نفوس المغتاظين.
فكل هذه التشبيهات هي من تشبيه مُدْركٍ بالحس الظاهر بمُدْرَكٍ فكريٍّ أو وِجْدَاني.
* ومن أمثلة "القسم الخامس" تشبيه الحياة الدنيا المنحصرة باللَّعِب واللَّهْوِ والزّينة والتفاخُر والتّكاثر، بغيثٍ من السّماء أعْجَبَ الكُفَّارَ نباتُه، ثُمَّ يهيج فتراه مُصْفَرّاً، ثمّ يأتي حصاده، فيتكسَّرُ ويتحطَّمُ وينتهي.