كالإِتيان بالفكرة ثم بإتباعها بالاستدلال عليها استدلالاً برهانياً أو دون ذلك. بإتباعها بالوعد المحبوب ترغيباً بها، بالوعيد المكروه ترهيباً منها وتحذيراً. أو بإتباعها ببيان دواعيها المنطقيّة، أو دواعيها الالتزاميّة، ومن الدّواعي الالتزاميّة التذكير بعهد الإيمان والإِسلام، أو بسوابق الوعود والعهود، ونحو ذلك.
والأمثلة القرآنية على هذا النوع كثيرة جداً.
فمنها قول الله تعالى في سورة (النور/ 24 مصحف/ 102 نزول) :
{وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ والسعة أَن يؤتوا أُوْلِي القربى والمساكين والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله وَلْيَعْفُواْ وليصفحوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الآية: 22] .
فأَمَرَ الله عزّ وجلّ بالعفو والصفح، ثمّ أتبعه بعرضٍ فيه الوعد بالمغفرة لمن يعفو ويصفح. ونجد في القرآن آيات كثيرةً مختومة بنحو قوله تعالى:
{إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين} [التوبة: 4، 7] . {إِنَّ الله يُحِبُّ المحسنين} [البقرة: 195] ، [المائدة: 13] . {إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين} [المائدة: 42] . {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الخائنين} [الأنفال: 58] . {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين} [القصص: 77] . {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الكافرين} [آل عمران: 32] ممّا يشير إلى الوعد أو الوعيد بعد بيان المطلوب من فعل وترك.
***
رابعاً - ضرب الأمثال:
ومن عناصر الجمال الأدبيّ الرفيع في الكلام ضرب الأمثال، بشرط أن تتوافر فيها الشروط الفنِّية للأمثال، وتستجمع الشروط الأساسيّة العامّة للكلام البليغ.
ويشترط في ضرب المثل أنْ يكون له غرض بيانيّ، لا أنْ يكون مجرّد عبث في القول.