أَمْ هَلْ ظَعَائِنُ بالْعَلْيَاءِ نَافِعَةٌ ... وَإِنْ تَكَامَلَ فِيها الأُنْسُ والشَّنَبُ

عقَدَ "نَصِيبٌ" واحدة.

فقال الكُمَيْتُ: ماذا تُحْصي؟

قال نَصِيبٌ: خطأَكَ، بَاعَدْتَ في القول، مَا الأُنْسُ من الشنب (أي: ما الرابط الفكري بين الأنس والشَّنَب) ألاَّ قُلْتَ كما قال ذو الرّمّة:

لَمْيَاءُ في شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَس ... وَفِي اللّثَاتِ وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ

فانْكسَرَ الكُمَيْت، (أي: طأطأ رأسَهُ معترفاً بأنَّه لم يُحْسِنِ الجمع بين الأُنْسِ والشَّنَب) .

الشَّنَبُ: جمال الثَّغْر، وصفاءُ الأسنان ورقّتها.

لَمْيَاءُ: أي: ذاتُ شفاه حُمْرتُها ضاربة إلى سواد، وهذا نوع من الجمال يستحسنه العرب.

حُوَّة: الحوّةُ لونٌ مُسْتَحْسنٌ في الشفاه، وهو حمرةٌ إلى سواد.

لَعَس: اللَّعَسُ سواد في باطن الشفة.

أقول لقد كان يكفي ذا الرّمّة أن يقول: "لمياء" دون أن يؤكّد ذلك بقوله: "في شفتيها حُوَّةٌ لَعَسُ" إلاَّ أنّه فيما يبدو قد حَلاَ لَهُ أن يتلذّذَ بتَنْويع العبارة حول هذا الجمال، الذي هو شَغُوفٌ به في شِفاهِ لَمْيَائِه.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015