أي: وكنّا نَحْنُ لاَ غَيْرُنَا الْوَارِثينَ، فقد أفاد ضمير الفصل هنا القصر بقرينة سوابق الجملة.

ومنه {فاللهُ هو الولي} [الشورى: 9]- {وأولئك هُمُ المفلحون} [البقرة: 5، آل عمران: 104]- {إنَّ هذا لَهُو القَصَصُ الحقّ} [آل عمران: 62]- {إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأبْتَر} [الكوثر: 3]- {وأَنَّهُ هُوَ أضْحَكَ وأَبْكى} [النجم: 43] .

والأمثلة على هذه كثيرة.

***

ثالثاً: تعريف طَرَفَي الإِسناد المسند والمسند إليه، ويكون هذا في الْجُمَل الاسميّة، أَمّا الْجُمَلُ الفعليّة فالفعل فيها بقوّة النكرة، فلا يكون فيها المسند معرّفاً، وليس بعيداً أن نجد جملة فعليّة هي بقوّة جملة اسميّة معرّفة الطرفين، لكن لم يُتَابع البلاغيون هذا بالبحث، كأن يَدُلَّ دليل العقل على أنّ الفعل لا يَصْدُرُ إلاَّ من الفاعل.

فقد يُفيد تعريف طرفي الإِسناد القصر بمساعدة قرائن الحال أو المقال مع إفادته تقوية الإِسناد وتوكيده، والمقصورُ هو المبتدأ الذي يجب في هذه الحالة تقديمه، والمقصور عليه الخبر الذي يجب في هذه الحالة تأخيره.

ونمثل لما قد يُفِيدُ القصر من تعريف طرفي الإِسناد: بأنْ يجري حديث حول مشتغلَيْنِ بنظم الشعر، أيُّهما الناظم وأيُّهما الشاعر: "العمريطي" أو "أحمد شوقي" فيقول الخبير الناقد: "الشّاعِرُ أحمد شوقي" أي: أمّا "العمريطي" فناظم لا شاعر.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015