تَعْلَمُهُمُ الملائكة أيضاً، ولكن جاء القصر في مقابلة نفي العلم بهم عن الرسول، ولعلّ ذلك قد كان قبل أن يُعْلِمَهُ الله بهم، أو أن بعض المنافقين لم يُعْلِمِ الله رسوله بهم.

الثاني: أن يكون الْمُسْنَدُ منْفيّاً، كأن تقول لمن تخاطبه: "أنْتَ لاَ تَكْذب" فهذه العبارة أبلغ من أن تقول له: "لا تكذبُ أنت" وهذا التقديم قد يفيد القصر بمساعدة القرائن.

ومنه قول الله عزّ وجلّ في سورة (البقرة/ 2 مصحف/ 87 نزول) :

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ القتال وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وعسى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وعسى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ والله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [الآية: 216] .

ففي قوله: {وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} يُلاَحَظُ قَصْرُ عَدَمِ الْعِلْم على المخاطبين في النَّصّ، وساعد على هذه الدلالة قوله تعالى قبله {والله يَعْلَمُ} .

الثالث: أن يكون المسند إليه نكرةً مثبتاً، كأن تقول: "رجُلٌ جاءني".

فقد يفيد تقديم المسند إليه في هذه الحالة القصر بمساعدة القرائن من الحال أو من المقال.

فإذا كنت في معرض تساؤل متسائل هل الذي جاءك من الرجال أو من النساء؟ كان قولك: "رجلٌ جاءني" مفيداً أنّه ليس امرأة.

وإذا كنت في معرض تساؤل متساءل هل جاءك رجلٌ أو أكثر؟ كان قولك: "رجلٌ جاءني" مفيداً أنّه رجل واحد لا أكثر.

الرابع: أن يأتي قبلَ المسند إليه حَرْفُ نفي، كأن تقول: "ما أنا قلتُ هذا القول" أي: أنام لم أقُلْه مع أنّ غيري قاله فتدَلُّ بعبارتك على قَصْرِ النفي على نَفْسِك، مع إثبات القول لغيرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015