المنظر الضاحي هو المنظر البارز الواضح.

يريد الشاعر أن يصف ابتسامة مالكةِ هواه بأنها ابتسامة مضيئة، فأراد تأكيد هذه الفكرة بطرح تشكيك حول ثلاثَةِ أُمُورٍ باعِثاتِ ضوء، وهي: "لَمْعُ البرق - ضوء مصباح - بَرِيقُ ثَغْرِها" وهو عارفٌ غير جاهل، فبريق ثغرها هو الذي أثار مشاعره، فأراد أن يُثْنِيَ عليه بطرح اختلاطه في تصوّره بالأشياء والنظائر، مع تأكيد أن ابتسامتها ذات بريق.

* قول البوصيري:

أَمِنْ تَذَكُّر جِيرَانٍ بذي سَلَمِ ... مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ

أَمْ هَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَةٍ ... وَأَوْمَضَ الْبَرْقُ في الظَّلْمَاءِ مِنْ إضَمِ

يُريدُ تأكيد بُكَائِه المختلطِ بالدّمّ، بطرح تشكيكه في الأسباب الداعية إلى ذلك، أَهِيَ التذكر، أم الريح الّتي هبَّتْ من أرض محبوبه، أم البرق الذي أومض من جِهَتِها، وهو عارف بأن السبب هو التذكُّر.

* قول المتنبّي:

مَالِي أُكَتِّمَ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسِدي ... وتَدَّعِي حُبَّ سَيْفِ الدَّوْلَةِ الأُمَمُ

بَرَى جَسَدِي: أي: أنْحَلَهُ وَأَضْنَاهُ.

قال العكبري في شرح هذا البيت: يقول: لأَِيّ شيْءٍ أُخفِي حُبَّه؟ وغيري يُظْهِرُ أنَّه يُحِبُّه، وهُوَ بخلافِ مَا يُضْمِر، وَأَنَا مُضْمِرٌ مِنْ حُبّهِ مَا يَزيدُ مُضْمَرُهُ عَلَى ظَاهِره، ومَكْتُومُهُ عَلَى شَاهِدِهِ، والأُمَمُ تَشْرَكُنِي في ادّعاءِ ذَلِكَ، بقلُوبٍ غير خَالِصَة، ونَيَّاتٍ غَيْر صَادِقَةٍ، فَيَنْحَلُ جِسْمِي بِقِدَمِي في صِدْقِ وُدِّهِ، وَتَأَخُّرِي فِيمَا يَخُصُّنِي من فَضْلِه".

إنّه على طريقة تجاهل العارف قال: "مَالِي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدِي" لتأكيد حُبِّه له بتساؤله عن سبب تكتُّمِه بهذا الحب.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015