(3) ومنا ما يترجّح في الظن أنّه حق، وتختلف نسبة الرّجحان.

(4) ومنها ما يترجّح في الظن أنّه باطل وتختلف نسبة الرّجحان.

(5) ومنها ما هو واقف في المنطقة المتوسّطة تماماً، وهي الأمور التي تكافأت قوتا النفي والإِثبات بالنّسبة إليها، فلا هي راجحة إلى جانب الحقّ، ولا هي راجحة إلى جانب الباطل، وهذه الحالة الذهْنِيَّة بالنّسبة إلى الأمور التي هي منْ هذا القبيل، يُطلِق عليها علماؤنا كلمة (الشّك) في اصطلاحهم، لكنّ كلمة الشّك في التعبير القرآني تعني غير هذا: {أَفِي الله شَكٌّ} [إبراهيم: 10] أيْ: أفي إثبات وجود الله أيّ احتمال مهما كان ضعيفاً يُفْتَرَضُ معه أنْ لا يكون للكون ربٌّ خالق فاطر؟ إنّ هذا مرفوض بداهة.

(ب) وإنّ المعاني أنْفُسها تختلف بالنّسبة إلى أَفْهَام النّاس بُعْداً وقُرْباً.

* فمنها ما هو قريب منْ مدارك النّاس، سَهْلُ المأخذ، سَهْلُ الفهم.

* ومنها ما هو بعيد نسبياً لا تتوصل إليه أفهام الناس ومداركهم إلاَّ بالتأمّل ودقّة الملاحظة، أو بقسط من البحث.

* ومنها ما هو عميق بعيد الغَوْر لا يصل إليه إلاَّ الأذكياء والنُّبهاء والعباقرة، أوْ الباحِثون المنقِّبون.

* ومنها ما لا تستطيع مدارك النّاس الوصول إليه أو الإِحاطة به، وقد أصبحت الآلات الإِلكترونية تقدِّم للعقول نتائج لا تستطيع العقول بأنْفُسِها التوصّل إليها. وهنالك في الغيب علوم لم يُؤْتَ النّاسُ وسائل الوصول إليها، نبّهت على بعضها الوسائل الحديثة، ودلَّ على بحورها العميقة. قول الله عزّ وجلّ في سورة (الإِسراء/17 مصحف/ 50 نزول) :

{وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ العلم إِلاَّ قَلِيلاً} [الآية: 85] .

ودلّ عليها قول الله عزّ وجلّ في سورة (لقمان/ 31 مصحف/ 57 نزول) :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015