(3) وإمَّا أنْ تُسْتَفَاد مِنْ دلالة الكلام غير المباشر، ويكون ذلك في حدود ظِلال الكلام.

ولهذه الحالة ثلاثة مراتب: قريبة، متوسّطة، وبعيدة، ولكلّ من هذه المراتب الثلاث درجات متفاوتات.

ويلحق بالأسلوب غير المباشر أنْ تُستفاد المعاني من قرائن الأحوال، ومن الإِشارات الخفيَّة الضمنيّة.

وهذه المعاني يُتَوصَّل إلى إدراكها بالذكاء والتفرّس والحَدْس، ومعرفة القرائن والملابسات.

فهي تُتصيَّد ممّا وراء ظلال الكلام، والإِلماح إلى هذه المعاني ذو نِسَب متفاوتة في الظهور والخَفَاء.

وعلى الدُّعاة إلى الله أنْ يكونوا على بصيرة بفنون دلالات الكلام على المعاني، وأنْ يتمرّسوا بألوان التعبير البليغ ويُدَرِّبوا أنفسهم على تذوُّق آداب القول، وعلى معرفة أحوال التلاؤم بين أُسلوب الكلام ومُقتضى حال المخاطب به، حتّى يكون كلامُهُمْ أكثر تأثيراً، وتكون متأسِّية بمنهج القرآن في الدّعوة، ومنهج أنبياء الله ورُسُلِه في دعَواتِهم إلى سبيل ربِّهم.

ثاثاً - مقولة الجهة الثالثة حول المعنى:

وهي جهة المعاني أنفُسِها وقِيَمها الفكرية والجماليّة.

(أ) إنَّ المعانيَ أنْفُسَها في أذهان النّاس ومقولاتهم تنقسم إلى أقسام خمسة:

(1) فمنها ما هو حقٌّ بلا ريب.

(2) ومنها ما هو باطل بلا ريب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015