المقدمة الثالثة:
وكلُّ ما يُمْكن في الجملة الكلاميّة إيرادُه من الأسماء معرفةً أو نكرة، فإنّ على البليغ الذّوّاق للأدب الرفيع أن يختار من الاحتمالات الممكنة ما يُحَقِّق به غرضاً بلاغيّاً يقصِدُهُ، أو يراه أَوْفَى بتحقيقه، ممّا يطابق به مقتضى حال من يوجّه له بيانه، فرداً كان أو جماعةً.
ويَتحقِّقُ باختيار الاسم النكرة أغراضٌ بلاغيّة متعدّدة، تقتضيها أحوال المخاطبين، ويُسْتَدَلُّ على المراد من هذه الأغراض بقرائن الحال، أو قرائن المقال.
ويتحقَّقُ باختيار الاسم المعرفة أغراضٌ بلاغيّةٌ مُتَعَدِّدةٌ أيضاً تقتضيها أحوال المخاطبين، ويُسْتَدَلُّ على المراد من هذه الأغراض بقرائن الحال، أو قرائن المقال، وذلك بحسب نوع المعرفة، إذ الاسم المعرفة ينقسم إلى ستة أنواع، وهي الأنواع التالية:
النوع الأول: ما يكون تعريفه بسبب كونه ضميراً.
النوع الثاني: ما يكون تعريفه بسبب كونه عَلَماً.
النوع الثالث: ما يكون تعريفه بسبب كونه اسم إشارة.
النوع الرابع: ما يكون تعريفه بسبب كونه اسم موصول.
النوع الخامس: ما يكون تعريفه بسبب كونه محلَّى بالأَلف واللاّم.
النوع السادس: ما يكون تعريفه بسبب كونه مضافاً إلى واحدٍ ممّا سبق.
قالوا: وأعْرَفُ هذه الأنواع الضمير، ويليه في الرُّتْبَة الْعَلَم والمضاف إلى الضمير، فرتبةُ اسم الإِشارة، فرتبة اسم الموصول، فرتبة المحلَّى بالأَلف واللاّم، فرتبة المضاف إلى أحد المعارف غير الضمير.