وأستطيع أن أمثّل لهذا العنصر بما يلي:
(1) بقول الله تعالى في سورة (الرعد/ 13 مصحف/ 96 نزول) :
{ ... فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ... } [الآية: 17] .
(2) وبقول الشاعر:
"وَسَالَتْ بِأَعْنَاقِ الْمَطِيِّ الأَبَاطِحُ".
(3) وبقول الله لنوح عليه السلام في شأن ولده الذي أَبَى أن يركب معه في السفينة، كما قصَّ تعالى علينا في سورة (هود/ 11 مصحف/ 52 نزول) :
{ ... إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ... } [الآية: 46] .
فالصورة التي قد تتركّز في الخيال لدى مشاهدة إنسان ليس له عمل صالح، أنّه كتلة من عمل غير صالح، وتنعدم الذات وسائر أعمالها، ولا يبقى في التَّخيُّل إلاّ صورة العمل غير الصالح ومن كان كذلك فهو لا يستحقّ الشفقة عليه.
(4) وبقول الله تعالى في سورة (الحج/ 22 مصحف/ 103 نزول) :
{ ... وَتَرَى الأرض هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المآء اهتزت وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الآية: 5] .
هامدة: أي ميّتة يابسة.
رَبَت: أي نمت وانتفخت.
بهيج: أي حسن يسرّ الناظرين.
ففي هذا النّص أسند الاهتزاز إلى الأرض مع أنّه للنبات، لأنّ الناظر إلى الأرض المنبتة إذا مرّت عليها الرياح فهزّت نباتها، قد يتخيَّل أنّ الأرض هي التي تهتزّ، مع أنّ المهتزّ هو ما نبت فيها، ورَبَا فوقها.