كَأَنَّ المُدامَ وَصَوبَ الغُمامِ ... وَريحُ الخُزامى وَنَشرُ القُطُر
يُعِلُّ بِهِ بَردُ أَنيابِها ... إِذا غَرَّد الطائِرُ المُستَحِر
وقد سبق أن ذكرناه فهنا نجد أن المشبه شيء واحد لكن المشبه به متعدد، لكنه هنا قلب التشبيه، وأراد أن يصف برد أنيابها بكل هذه الأشياء التي ذكر في بيته.
الصورة الثالثة من صور أقسام التشبيه باعتبار الوحدة والتعدد: أن يشبه شيئان، أو أكثر بشيء واحد يعني: متعدد بواحد يُسمى تشبيه التسوية، كما جاء مثلًا في قول الشاعر:
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... في الحادثات إذا دجونا نجوم
فالمشبه كما نرى متعدد الآراء، والوجوه والسيوف كل هذا شبهه بشيء واحد وهو النجوم إلى غير ذلك مما جاء على شاكلة هذا المثال.
هناك كذلك تشبيه المتعدد بالمتعدد، وهذا النوع من التشبيه يأتي على غير ما صورة، فهناك ما تشبيه يقرن كل مشبه بمشبه به، ويسمى بالتشبيه المفروق، مثلًا عندما يقول شاعر:
النشر مسك والوجوه دنانير ... وأطراف الأكوف عنم
فهنا تعددت التشبيهات في البيت، وقُرن كل مشبه بالمشبه به يقول آخر:
فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة ... والنبت فيروزج والماء بلور
هذا أيضًا مما تعدَّدت به المشبه والمشبه به، وقرن كل مشبه بمشبه به.
هناك صورة أخرى هي خامسة تأتي فيها المشبه في جانب مجتمع في طرف، والمشبه به مجتمع في طرف آخر، ويسمى بالمقرون مثاله مثلًا قول امرئ القيس: