يصلح فك أجزائه، حتى وإن صح، فإن ذلك يضيع جمال التشبيه الذي أحدثه الشاعر، وأحدثه هذا التركيب الذي صاغه في هذا الشعر الذي صاغه هو، وقاله بنفسه.
هناك ضرب سادس من ضمن أقسام التشبيه باعتبار الإفراد والتقييد والتركيب، وهو تشبيه المفرد بالمركب، ولننظر مثلًا إلى قول ابن المعتز حينما يقول:
انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر
فهنا شبه الهلال، وقد امتلأ قوسه المضيء بظلام الليل، شبهه بزورق من فضة قد أثقل بحمولة من عنبر، فالمشبه مفرد، المشبه به مركب، وجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من وجود جسم مضيء متقوس يملأ فراغ تقوسه أشياء سوداء قاتمة، من ذلك أيضًا قول الخنساء تصف صخرًا أخاها:
أغر أبلج تأتمُّ الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
فالمشبه هو صخر مفرد، والمشبه به مركب، وهو الهيئة الحاصلة من الجبل، والنار المشتعلة في قمته.
القسم الأخير: وهو السابع تشبيه المركب بالمفرد، وهذا يكون قليلًا، نذكر من ذلك قول أبي تمام:
يا صاحبي تقصيا نظريكما ... تريا وجوه الأرض كيف تصور
تريا نهارًا مشمسًا قد شابه
شابه يعني: خالطه
تريا نهارًا مشمسا قد شابه ... زهر الربا -الربا هي الأرض المرتفعة- فكأنما هو مقمر