بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السادس عشر
(الطباق (3))
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:
القسم الثاني من أقسام الطباق:
الطباق باعتبار الظهور والخفاء:
كما سبق أن ذكرنا فإن الطباق يقوم على التضاد بين الألفاظ والمعاني جميعًا، أو المعاني وحدها على الأقل، وعليه فإن الطباق إذا افتقد التضاد في المعنى بأن كان أحد اللفظين المتضادين مثبتًا والآخر منفيًّا، أو تضاد معناهما لكن عُبر بهما عن معانٍ غير متضادة، أو لم يكن بينهما تضاد لا في اللفظ ولا في المعنى، ولكن كان لأحدهما بما يُضاد الآخر نوع تعلق؛ فإنه لا يكون طباقًا ولكن يكون ملحقًا بالطباق، وتلك هي صور الملحقات بالطباق.
ويُعد، كل ما سبق إلى الآن أحد قسمي الطباق الأساسيين، أما القسم الثاني للطباق فهو باعتبار الظهور والخفاء.
ونقول ونكرر: أن التقسيم ليس هدفًا في حد ذاته، وإنما هو فقط لضبط الأصول والقواعد التي ينبني عليها قواعد الطباق؛ لمعرفة ما يندرج تحت هذا اللون وما لا يندرج.
ينقسم الطباق باعتبار الظهور والخفاء إلى ظاهر -وقد مر الحديث عنه- وخفي وقد اكتفى الخطيب بهذا الاسم، وذكر للطباق الخفي شاهدين كما في قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} (نوح: 25)، وذكر أن الطباق هنا بين: {أُغْرِقُوا} و"أدخلوا نارًا". وفي قول أبي تمام:
مها الوحش إلا أن هاتَا أوانس ... قنا الخط إلا أن تلك ذوابل
قال: طابق بين هاتا وتلك.