ذلك البعض من الصور، أما باقي الصور فلا يُنظر إليها؛ لعدم الحاجة إليها في تحقيق المطابقة بين المعنيين.
وعلى هذا، فإن التقابل يتسع ليشمل كل أنواع العلاقات بين المعنيين، التي تجعل بينهما قدرًا ما من التنافي، ومن أهم هذه الأنواع:
التقابل الحقيقي، كتقابل الأمرين اللذين بينهما غاية الخلاف لذاتيهما كتقابل القِدم والحدوث، فلو جمع بين هذين المعنيين في كلام أو ما يشبه الكلام في الاتصال، كان الكلام مشتملًا على المطابقة، وعليه مقابلة الإحسان بالإساءة في قول الشاعر:
يجزون من ظلم آل الظلم مغفرةً ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا
فالإساءة والإحسان معنيان بينهما غاية الخلاف لذاتيهما، فكان تقابلهما تقابلًا حقيقيًّا.
النوع الثاني من التقابل: التقابل الاعتباري: كتقابل الإحياء والإماتة، فليس بين الإحياء والإماتة تقابل حقيقي، لأنهما لا يتقابلان إلا باعتبار بعض الصور، وهو أن يتعلق الإحياء بحياة جِرم في وقت، والإماتة بإماتته في ذلك الوقت، وإلا فلا تقابل بينهما باعتبار أنفسهما، ولا باعتبار التعلق عند تعدد الوقت، ومع ذلك فوجود هذا النوع من التقابل كافٍ في تحقيق المطابقة متى وُجد؛ لذا نراه في قوله: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} (الأنعام: 122) فسنرى كيف كان الخلاف محتدمًا بسبب هذه الأشياء التي لا تُراعى في أنواع التقابلات.
النوع الثالث من أنواع التقابل: التقابل بالتضاد: كتقابل البياض والسواد على الجرم الواحد الموجود بِناءً على أنهما وجوديان، وذلك كقوله: