في العظم، وأعطى النساء سولهنّ في الضيق، لوقع العجز، وبطل التناكح، وبطل ببطلان التناكح التلاقح. وهذا لطف من ربّك.
قالا: وقال لنا يوما ونحن جماعة: أتدرون أيّ الرجال يتمنّون ضيق الأحراح، وأيّهم يتمنّى سعتها؟ قلنا: لا. قال: إنّما يتمنّى السّعة كلّ رديّ النّعظ، مسترخي عصب الأير، وإنّما يتمنّى الضّيق كلّ متوتّر العصب، شديد النّعظ.
قال: وذمّ آخر البغل، فقال: عظيم الغرمول، كبير الرأس، عقيم الصّلب، قبيح الصوت، بطيء الحضر، مهياف إلى الماء «1» ، متلوّن الأخلاق، كثير العلل، فاجر البائع قتال لراكبه، شديد العداوة لرائضه، حرون عند الحاجة. والحران إليه أسرع، ودواؤه أعسر. إن كان أغرّ كان سمجا، وإن كان محجّلا كان مشوما. ولم يتواضع الملوك والأشراف بركوبه لإفراط نذالته، ولا ركبه الرّؤساء في الحرب إلّا لظهور عجزه. وفي الأنبياء راكب البعير، وراكب الحمار. وكلّ ذي عزم منهم فركّاب خيل مرتبط عتاق، وليس فيهم راكب بغل، وإنما كانت بغلة النبي صلّى الله عليه وسلّم، هديّة من المقوقس، قبلها على التألّف، وعلى مثال ما كان يعطي المؤلّفة قلوبهم. ولم يجعلها الله شرى، ولا تلادا ولا هديّة سلم.