بردة، فرأى ثورا مجّللا، فقال: سبحان الله! ما أفرهها من بغلة لولا أنّ حوافرها مشقوقة!.
قالوا: ورأى الطائف بالليل شخصا عظيما قد انخنس «1» عنه، فشدّ نحوه، فإذا حمدوية المخنّث قد جلس كأنه يخرأ، ولم يكن به خراء، وكان قد جلس على روث؛ فقال له: أنت أيّ شيء تصنع ها هنا هذه الساعة؟ قال خرجت أخرأ. فنظروا فإذا تحته روثة، قالوا: ما لك، صرت بغلا؟ قال: هذا زيادة عليكم؛ كل إنسان يخرأ ما يشاء!.
قال أبو الحسن: نظر جحا إلى رجل بين يديه يسير على بغلة، فقال للرجل: الطريق يا حمصيّ! فقال الرجل: ما يدريك أني حمصيّ؟ قال: رأيت حر بغلتك، فإذا هو يشبه الحاء، ورأيت فقحتها فرأيتها تشبه الميم ورأيت ذنبها فإذا هو يشبه الصاد، فقلت: إنّك حمصيّ!.
قالوا: وابتاع عبّاديّ بغلا، فمرّ بالحيّ، فقالوا: بارك الله لك! قال: لا تقولوا هكذا. فكيف نقول؟ قال: قولوا: لا بارك الله لك فيه! قالوا: سبحان الله! أيقول أحد لأحد له فيه رأي؟ قال: قولوا كما أقول لكم! قالوا: لا بارك الله لك فيه! قال: وقولوا: وأعضّك ببظر أمّك! قالوا: نعم، قال: إن أعرتكموه أبدا!.
وهذا يشبه حديث سنديّة الطحّانة، وكانت تطحن بالنهار، وتؤدّي الغّلة وتخدم أهلها بالليل، فانكسفت الشمس يوما، فقالت لها مولاتها: اذهبي يا شهدة، أنت حرّة لوجه الله! قالت: أليس قد صرت حرّة! ثم عدت من بين يديها، فقامت على باب الدار رافعة صوتها