ومن النوادر، قال: ادّعى رجل على الهيثم بن مظهّر الفأفاء أنه سرق بغلا؛ فقال له الوالي: ما يقول؟ قال: ما أعرف مما يقول شيئا! قال: أصلحك الله، إنه سكران فاستنكهه. قال: لأيّ شيء يستنكهني؟ آكلت البغل؟.
وقال آخر يهجو رجلا:
يا حابس الرّوث في أعفاج بغلته ... شحّا على الحبّ من لقط العصافير
وهذا شبيه بقول الشاعر:
رأيت الخبز عزّ لديك حتّى ... حسبت الخبز في جوّ السّحاب
وما روّحتنا لتذبّ عنّا ... ولكن خفت مرزئة الذّباب
وهذا ليس من الهجاء الموجع، وإنما الهجاء ما يكون في الناس مثلة.
قالوا لحمدان أبي سهل اللّحيانيّ: علمت أن برذون صاحب الحبس نفق «1» ؟ قال: والهفاه! كنت أرجو أن يكسد فيخسر، فإذا هو