قال: وقال حوشب بن يزيد بن رويم لعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث: دعني أهيّج عليك عمّك أبا الفضل إسماعيل بن الأشعث.
قال: لا تعرّضني له، فإنه ضعيف، فأشفق عليه. فقال: يا أبا الفضل، إنّ ابن أخيك زعم أنّ بغلتك جلّالة. قال: لكنّ بغلته لو أفلتت ما تركت بيت زانية ولا بيت خمّار، إلّا وقفت عليه! قال عبد الرحمن: ما كان أغنانا عمّا أظهرت لنا من ضعف شيخنا!.
ولمّا وفدت عائشة بنت طلحة على عبد الملك بن مروان، وأرادت الحجّ، حملها وأحشامها «1» على ستّين بغلا من بغال الملوك؛ فقال عروة بن الزّبير:
يا عيش يا ذات البغال السّتّين ... أكلّ عام هكذا تحجّين
وكان مروان ابو السّمط «2» يركب بغلة له بالبصرة، لا يكاد يفارقها. فقال الجمّاز «3» وهو يهجوه:
اجتمع النّاس وصاحوا: الحريق ... بباب عثمان وسوق الرّقيق
فجاء مروان على بغلة ... فأنشد الشّعر فأطفا الحريق
يرمي شعره بالبرد. وكان حسده حين سمع قائلا يقول: لم يصب