يلسع المؤمن من جحر مرّتين» . فصارت كلها أمثالا.
قالوا: وكان ابن أبي عتيق يركب البغال، وكذلك ابن أبي ربيعة وكان هشام بن عبد الملك أكثر الناس ركوبا لها.
وعن أبي الأشهب، عن الحسن قال: قال قوم وعثمان رضي الله عنه محصور: لو بعثتم إلى أمّ المؤمنين رضي الله عنها فركبت، فلعلّهم أن يكفّوا» فأرسلوا إلى أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، واسمها رملة، فجاءت على بغلة شهباء في محفّة. قالوا: من هذه؟ قالوا: أمّ المؤمنين، أمّ حبيبة. قالوا: لا- والله- لا تدخل، فردّوها.
وقالوا: وقع بين حيّين من قريش منازعة، فخرجت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها على بغلة، فلقيها ابن أبي عتيق، فقال: إلى أين- جعلت فداك؟ قالت: أصلح بين هذين الحيّين. قال: والله ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل، فكيف إذا قيل: يوم البغل! فضحكت وانصرفت.
هذا- حفظك الله- حديث مصنوع، ومن توليد الرّوافض، فظنّ الذي ولّد هذا الحديث، أنه إذا أضافه إلى ابن أبي عتيق، وجعله نادرة وملحة، أنه سيشيع، ويجري عند الناس مجرى الخبر عن أمّ حبيبة وصفيّة. ولو عرف الذي اخترع هذا الحديث طاعة الناس لعائشة- رضي الله عنها- لما طمع في جواز هذا عنه.
وقال عليّ بن أبي طالب- كرّم الله وجهه-: «منيت بأربعة:
منيت بأشجع الناس، يعني الزّبير، وأجود الناس، يعني طلحة؛ وأنضّ الناس «1» ، يعني يعلى بن منية، وأطوع الناس في الناس، يعني