البغال (صفحة 108)

وكلّ ما قالوا من أحاديثهم في الخلق المركّب، فهو أيسر من قولهم في ولادة بلقيس.

وهم يروون في رواياتهم في تزويج الإنسان من الجنّ، حتى جعلوا قول الشاعر:

يا قاتل الله بني السّعلاة ... عمرا وقابوسا شرار النّات

- يريد: الناس- أنه الدليل على أن السّعلاة تلد الناس.

هذا سوى ما قالوا في الشّق وواق واق «1» ودوال باي «2» ، وفي الناس والنسناس «3» .

ولم يرض الكميت بهذا حتى قال:

نسناسهم والنّسانسا

فقسم الأقسام على ثلاثة: على الناس، والنّسناس، والنّسانس.

وتزعم أعراب بني مرّة أنّ الجن إنما استهوت سنانا لتستفحله إذ كان منجبا، وسنان إنّما هام على وجهه. وقال رجل من العرب: «والله لقد كان سنان أحزم من فرخ العقاب» .

وقال محمد بن سلّام الجمحيّ: قلت ليونس بن حبيب: آلبراذين من الخيل؟ فأنشدني:

وإنّي امرؤ للخيل عندي مزيّة ... على فارس البرذون أو فارس البغل

وقالوا: إنما ذهب الشاعر من اسم الخيل إلى العتاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015